بسم الله الرحمن الرحيم

(فاعتبروا ياأولي الابصار)

اليوم (غزة) وغدا (القدس)

ونحن نشاهد على شاشات التلفاز ماتنقله الفضائيات مباشرة من احداث اخلاء القوات الاسرائيلية للمستوطنات اليهودية في قطاع غزة وقيام قواتهم بهدمها وتخريبها واجلاء المستوطنين عنها بايديهم نفسها التي قامت باغتصابها بعد عدوان 1967 واقامة هذا المستعمرات عليها ... اقول: ونحن نشاهد ذلك تذكرت قول الله عزوجل بحق يهود بني النضير عندما اجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مساكنهم في المدينة المنورة بعد نقضهم للعهد معه وغدرهم له (كما هو ديدن بني صهيون في كل زمان ومكان) حيث قال: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) (الحشر:2) .

فما اشبه اليوم بالبارحة! فعندما اخلى يهود بني النضير بيوتهم  قاموا بتخريبها بايديهم قبل جلائهم عنها كما تفعل القوات الاسرائيلية اليوم .

فمن كان يتصور ان تنسحب (اسرائيل) من قطاع غزة المحاصر والمجاهد؟! ولكن الثقة بالله وبنصره حقق الهدف الذي سيعقبه بعون الله انسحابهم من الضفة الغربية والقدس وباقي الاراضي المحتلة ، وماذلك على الله بعزيز بالرغم من تصريحات شارون الاخيرة والمتشددة بانه سيعزز الاستيطان ولن ينسحب من الاراضي المحتلة ولن يسمح لللاجئين الفلسطينين بالعودة الى ديارهم ...الخ. لكن ارادة الله عز وجل ثم ارادة الشعب الفلسطيني البطل وطلائعه المجاهدة وعلى راسها(حماس) ستقلب مخططاتهم وتجعلها وبالا عليهم . فاليوم (غزة) وغدا(القدس) بعون لله تعالى وهذه سنة الله تعالى مع الظالمين والمحتلين المستكبرين في كل مكان .

ويذكرني هذا الحدث وهذا الاستكبار الفرعوني لشارون وتصريحاته الهستيرية بمواقف وتصريحات زعيم الاقلية البيضاء الحاكمة في روديسيا (زيمبابوي حاليا) ورئيس وزرائها آنذاك (السيد سميث) في عام 1977-1976 ، فقد كانت وسائل الاعلام ومحطات التلفزة تتناقل تصريحاته المتشددة وهو يرعد ويزبد ويتهدد الاغلبية السوداء من ابناء ذلك البلد المطالبين بالاستقلال وطرد المحتل ، انهم (الاقلية البيضاء) سيبقون مسيطرين على مقاليد الامور فيها، ولن يتخلوا عن مواقعهم ومكاسبهم بالرغم من مطالبة ابناء البلد الاصليين وهم الغالبية العظمى بالطبع باسترداد حقوقهم وطرد المحتلين وبالفعل فقد اطاح الشعب الافريقي في ذلك البلد بهذا الفرعون الصغير واصبح (السيد سميث وزمرته) في خبر كان ، وحصلت تلك البلاد على استقلالها واصبحت تعرف بـ (زيمبابوي) حاليا بدلا من (روديسيا) سابقا!

وهذا مثال من التاريخ الحديث يعزز ماذهبنا اليه في انتصار الحق والمظلوم على الباطل واندحار الغاصب والمحتل الظالم . وان كانت المعركة في فلسطين اقوى واشرس واطول ولكن الحق لابد ان ينتصر ولو بعد حين ( فدولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة) ! .

قال تعالى : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الانبياء:18) صدق الله العظيم

 

والله يقول الحق ويهدي السبيل انه نعم المولى ونعم المصير    .

 

الدكتور محمد جميل الحبال

20/8/2005

Email:alhabbal45@yahoo.com