بسم الله الرحمن الرحيم رحل و غير مأسوف عليه ! نشرت جريدة (فتى العراق) الغرّاء في عددها الأخير الصادر يوم 24/6/2004خبراً لم يعلن عنه في حينه ، مفاده أن السفير بول بريمر (الحاكم المدني الأمريكي لقوات الاحتلال في العراق) والسفير البريطاني حضرا الموصل في زيارة توديعية قبل انتقال السلطة إلى العراقيين في 30/6 !! . ونحن بهذه المناسبة نحب أن نقول لهما ولمن يمثلهما في مدينة أم الربيعين الحدباء الصامدة خاصة ممثلة بريمر بالموصل الآنسة هيرو مصطفى و من يدور في فلكهما ، أن مغادرتكم لبلدنا (ولو ظاهرياً!) أمر نتطلع إليه جميعا وغير مأسوف عليكم لأنه ومنذ الاحتلال ولحد الآن لم تجلبوا لنا ولبلدنا غير الخراب والإرهاب الذي تدّعون محاربته ! فمثلا أبو مصعب الزرقاوي وجماعته لم يكن لهم وجود في العراق قبل احتلالكم له باعتراف إدارتكم الأمريكية وحسب ما جاء في تقرير لجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من أيلول فإذن كيف حصل تواجده وقيامه بهذا القدر الكبير من العمليات وفي مختلف أنحاء العراق وهو لم يكن له أي رصيد قبل الاحتلال ! هل أدخلتموه مع قواتكم (التحريرية ) !؟ أم سهلتم له الدخول والتواجد فيه بحل الجيش العراقي وقوات الأمن الداخلي وحرس الحدود فأصبحتم بصورة مباشرة وغير مباشرة سببا لكل ما يحدث من انفلات امني وجرائم !! فضلا عن ما ارتكبت قواتكم من انتهاكات لحقوق الإنسان العراقي بسبب المداهمات لبيوت الله و الناس الآمنين وقتل واعتقال آلاف المواطنين الأبرياء في كل بقعة من هذا البلد المظلوم ، وفضائح سجون الاحتلال عامة وسجن أبو غريب خاصة شاهد على ذلك وهي وصمة عار في جبينكم لذلك فإننا نعتبر رحيلكم عن بلادنا ظاهرا وباطنا اسماً وجسماً مطلبا وطنيا ً ملحاً وان حصول الاستقرار والأمن لايتم إلا برحيلكم الكامل و بالحصول على الاستقلال الصادق والسيادة الحقيقية لا الظاهرية والمزيفة !! وإننا نحب أن نهديكم خبرا ( ونحن متأكدون بمعرفتكم له! ) وقبل توديعكم ورحيلكم غير المأسوف عليه لمدينتنا التي لم ترحب بكم في يوم من الأيام ولم تطلب منكم حضوراً ولا توديعا ! أن أهالي هذه المدينة ونخبها الوطنية العربية الإسلامية قد اختارت في انتخابات نقاباتها المهنية كالأطباء ونقابة المهندسين والمحامين والجمعيات النسائية* وغيرها ممثليهم ممن يؤمنون بالاتجاه الإسلامي ويعملون من اجل الوطن والأمة ويمتلكون مشروعاً حضارياً وطنياً للتغير نحو الأفضل ، و الموصل التي وصفها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان بأنها (الباب الشمالي للأمة الإسلامية و قاعدة من قواعد الإسلام) أظهرت هذه الحقيقة . فإن كنتم تؤمنون بالديمقراطية الحقيقية فعليكم فهم هذا الدرس الذي اثبت بأنكم فاشلون في مشاريعكم الفكرية أو الثقافية ومنها الشرق أوسطية ! لأن أهلنا في العراق لا يرضون بغير الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة قال تعالى: ((ومن يتول الله ورسوله واللذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)) المائدة/ 56 . وحتى أن المواطنين من غير المسلمين فان انتمائهم للوطن وإخلاصهم له ومحبتهم لإخوانهم في القومية يرغبون بانتصار المشروع العربي الإسلامي وزوال المشروع الأمريكي المتصهين في المنطقة . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
الدكتور محمد جميل الحبال
* حدث هام في تاريخ مدينة الموصل انه في أوائل شهر رمضان المنصرم وعندما أعلن عن التجمع النسائي لاختيار من يمثلهن في مجلس المحافظة خرجت النساء الموصليات بآلاف لاختيار العناصر الوطنية الإسلامية مما أزعج قوات الاحتلال ومن يمثلهن في المحافظة ووزيرة الأشغال في حينه نسرين برواري التي جاءت من بغداد لحضور هذه التجربة الديمقراطية الفريدة ! مما جعلهم يلغون الانتخابات ويختارون بعض العناصر الغريبة الموالية لهم وبذلك اثبتوا أن ديمقراطيتهم خادعة وزائفة وأنهم يقولون مالا يفعلون ! .
|