المنظومة السباعية في السور التي تفتتح بالأحرف المقطعة

(السور ذات الفواتح)

تعريف بالفواتح :

        ملاحظات حول السور التي تبدأ بالأحرف المقطعة (السور ذات الفواتح) (أنظر الجدول رقم 4) كما جاء في كتاب إرهاصات في الإعجاز العددي في القرآن الكريم⁽[1]⁾ :

1.  سور الفواتح هي (29) سورة ، من أصل (114) سورة في حين أن نسبة مجموع عدد كلماتها إلى كلمات القرآن الكريم تقارب 48%.

2.    مجموع الفواتح بدون تكرار هي (14) فاتحة ، وتتكون من (14) حرفاً من الأحرف الهجائية.

3.  أول ما نزل من هذه السور الـ (29) هي سورة القلم المفتتحة بـ (ن) ولم تتكرر هذه الفاتحة في غير هذه السورة. ثم نزلت ثانياً سورة (ق) وتكرر هذا الحرف في فاتحة (حم عسق) ثم نزلت ثالثاً سورة (ص) وتكرر هذا الحرف في فاتحة سورة مريم (كهيعص) وفاتحة سورة الأعراف (المص) وبهذا يتضح بأن الفاتحة (ن) التي نزلت أولاً وردت مرة واحدة والفاتحة (ق) التي نزلت ثانياً وردت مرتين ، والفاتحة (ص) التي نزلت ثالثاً وردت ثلاث مرات .

4.  هناك فواتح هي حرف واحد : (ن ، ق ، ص) وهي كما لاحظنا أول ما نزل ولهذا دلالته. وهناك فواتح تتكون من حرفين (طه ، يس ، طس ، حم) وهناك فواتح تتكون من ثلاثة أحرف : (الم ، الر ، طسم) وهناك فواتح تتكون من أربعة أحرف : (المص ، المر) وهناك فواتح تتكون من خمسة أحرف : (كهيعص ، حم عسق) .

السور ذات الفواتح في القرآن الكريم:

جدول (4) السور الفواتح والحروف المقطعة التي افتتحت بها وعددها وعدد آيات كل سورة منها وترتيبها في القرآن الكريم

البنية الرياضية للفواتح وسورها :

أ. تكررت فاتحة (حم) للسور : حم غافر ، حم فصلت ، حم عسق الشورى ، حم الزخرف ، حم الدخان ، حم الجاثية ، حم الأحقاف . وعليه يكون المجموع سبعة تكرارات .

ب. الفواتح التالية لم تتكرر وهي : (المص) الأعراف ، (المر) الرعد ، (كهيعص) مريم ، طه ، يس ، (حم عسق) الشورى ، (ن) القلم . وعليه يكون المجموع (7) . وبذلك يتبين أن المجموع هو (38) أي (2×19) . والجدول التالي يوضح ذلك :

ج.  الأحرف التي تكونت منها الفواتح هي : (أ ، ل ، م ، ص ، ر ، ك ، هـ ، ي ، ع ، ط ، س ، ح ، ق ، ن) وهذه الأحرف الـ (14) يدخل كل منها في تكوين عدد من الفواتح على الصورة الآتية :

(أ) المر ، المص ، الم ، الر .

(ل) المر ، المص ، الم ، الر .

(م) المر ، المص ، الم ، طسم ، حم عسق ، حم .

(ص) المص ، كهيعص ، ص .

(ر) الر ، المر .

(ك) كهيعص .

(هـ) كهيعص ، طه .

(ي) كهيعص ، يس .

(ع) كهيعص ، حم عسق .

(ط) طه ، طسم ، طس .

(س) طسم ، طس ، يس ، حم عسق .

(ح) حم ، حم عسق .

(ق) حم عسق ، ق .

(ن) ن .

وعليه يكون مجموع هذه الفواتح التي يـدخل في تكوينـها كل حرف من الأحرف الـ (14) هو (38) ، أي (19×2) .

د. سور الفواتح هي (29) سورة وإذا رتبنا هذه السور على وفق ورودها في ترتيب المصحف فسنجد أن سورة (العنكبوت) هي السورة المتوسطة ، يسبقها (14) سورة ويتلوها (14) سورة واللافت للانتباه أن هذه السورة التي تتوسط مجموعة الـ (29) الفواتح ، هي السورة (29) في ترتيب المصحف الشريف . كما يلاحظ أن الآية التي يذكر فيها لفظ (العنكبوت) هي (19) كلمة ، وهي الآية (41) مما يعني أنه يتلوها (28) آية حتى نهاية السورة ، أي أنها تتوسط آخر (57) آية من آيات سورة العنكبوت ، حيث يسبقها (28) آية  ويتلوها (28) آية فتأمل !!!

هـ. في سور الفواتح الـ (29) هناك (14) سورة متجانسة و (15) سورة غير متجانسة . نسبة إلى ترتيب هذه السور في المصحف  وعدد آياتها فردياً أو زوجياً وهذا يعني أن هناك نوعاً من التوازن عندما نتعامل مع القرآن كاملاً أو عندما نتعامل معه مناصفة ، أو عند تعاملنا مع مجموعة من سور الفواتح .

ونحب أن نلفت الانتباه أخيراً إلى أن هذا هو مسار من عدة مسارات رياضية تتعلق بترتيب السور ، ويتجلى الأعجاز عند النظر إلى المسألة من جميع زواياها وعند استيعاب جميع مساراتها .

        وقد ذهب المفسرون مذاهب شتى في تفسير هذه الفواتح ، ولم يجزموا بوجه من الوجوه  ولم يصح في تفسيرها شيء عن رسول الله  r . وقد حاول المفسرون معرفة أسرار وحكمة ورود هذه الفواتح  ، ولكنهم لم يصلوا إلى ما يشفي الغليل .

المؤشرات السباعية في السور الفواتح :

 أولاً : الأحرف المقطعة (الفواتح) هي (14) حرفاً : (أ ، ل ، م ، ر ، ص ، ك ، هـ ، ي ، ع ، ط ، س ، ح ، ق ، ن )

ثانياً: عدد الفواتح (14) نوعاً (شكلاً) وهي : ( ألمر ، المص ، الم ، الر ، حم ، حم عسق ، كهيعص ، يس ، طه ، طسم ، طس ، ص ، ق ، ن )

ثالثاً : السور الفواتح فيها (7) أنواع (أشكال) فقط تمثل الحروف المقطعة في بداياتها آية (الآية الأولى في السورة) أما البقية فإنها تعتبر جزء أو قسم من الآية التي تلي الحرف المقطع جدول (5) .

جدول (5 ) الأحرف المقطعة (الفواتح) السبع في القرآن الكريم التي تمثل كل منها آية في القرآن الكريم

الحقائق المستنبطة:

1ـ هذه الفواتح كل منها آية قائمة بذاتها وليس جزء من آية في بداية (7) سورة من غير التكرار و(19) سورة مع التكرار .

2ـ (عسق) ليست قائمة لسورة لأنها الآية الثانية من سورة الشورى ولذلك لم تدرج في الجدول.

3ـ إذا نظرنا إلى عدد الحروف (الأصوات) الموجودة في الآيات السبع المذكورة أعلاه نراها تتألف من (11) أحد عشر حرفاً (صوتاً) هي :

1. الألف 2. اللام 3. الميم 4. الصاد 5. الكاف 6. الهاء 7. الياء 8. العين 9. السين  10. الطاء  11. الحاء.

وإذا أخذنا بقية الحروف (الأصوات) الموجودة في الر ، المر ، طس ، عسق ، ن ، ق ، ص (وهي سبعة أيضاً) والتي لا تشكل آيات منفصلة في ذاتها كبداية وفي آية واحدة ليست كبداية هي عسق ، فنرى أن فيها ثلاثة حروف (أصوات) غير موجودة في آيات الفواتح في الجدول أعلاه وهي :

1ـ القاف 2ـ الراء 3ـ النون

فمن هذه الأصول تتألف كلمة (القرآن) لأن كلمة القرآن مشتقة من (قرأ) والقرأ في اللغة الجمع وقرأت القرآن لفظت به مجموعاً كما في لسان العرب^([2]) وكذلك معنى (قرن) وعليه فالقراءة والقرن جمع شيء إلى شيء وفيها استقراء ومقارنة . وإذا أضفنا الحروف (الأصوات) الثلاثة الإضافية إلى السبعة الفواتح (الآيات) التي تشتمل على أحد عشر حرفاً يصبح المجموع أربعة عشر حرفاً (صوتاً) مختلفاً أي (7×2) .

4ـ عدد حروف هذه الفواتح مع تكرارها هو 21 أي (7×3).

رابعاًً : سور الحواميم (وهي التي تبدأ بـ (حم) وعددها (7) ) وردت متسلسلة في ترتيب المصحف : ( 40 ، 41 ، 42 ، 43 ، 44 ، 45 ، 46 ) وقـد نزلت متسلسلة أيضاً ، فنزلت أولاً السورة رقم (40) ثم (41) ثم (42) … وهكذا إلى السورة رقم (46) .

وسنذكر المؤشرات للمنظومة السباعية في مجموعة سور الحواميم لاحقاً .

  الظاهرة الوسطية (المركزية) في سورة العنكبوت :

1. إن سورة العنكبوت هي مركز السور الفواتح إذ إن تسلسلها بينهم الـ (15) فشابهت كلمة (نعبد) في سورة الفاتحة في توسط كلمات السورة .. وللعلم فإن عدد كلمات الفاتحة يتطابق مع عدد سور الفواتح في القرآن إذ إن عدد كل منهما (29) فكان كل كلمة في الفاتحة تعادل سورة من ذوات الحروف المقطعة .

وإذا كانت كلمة (نعبد) قد توسطت كلمات سورة الفاتحة لتبين أن جوهر الفاتحة عبادة الله جل جلاله لقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات 56] فالآية التي توسطت سورة العنكبوت هي الآية (35) ذلك أن عدد آيات سورة العنكبوت (69) آية وهي قوله تعالى (وَلَقَد تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [العنكبوت:35] ، فهذه الآية تتألف من سبع كلمات أوسط كلماتها كلمة (آية) فكأن كلمة (آية) في توسطها في سورة العنكبوت تؤكد لنا صحة هذه الدراسة وأن هذه المنظومة السباعية هي آية ومعجزة من معجزات القرآن الكريم.

2. هناك مجموعة من ثلاث سور تسبق سورة العنكبوت مباشرة أرقامها (26 ، 27 ، 28) وفواتحها (طسم ، طس ، طسم) . وهناك مجموعة من ثلاث سور أيضاً بعد سورة العنكبوت مباشرة أرقامها (30 ، 31 ، 32) وفواتحها (الم ، الم ، الم) .

ويلاحظ أن مجموع الآيات في السور السبع + البسملة (المظلة) = 602 (جدول 4) حيث أن :

602÷7=86 .

وقد ذكرنا سورة العنكبوت في مركز المنظومة في ظاهرة الطواف حول الكعبة لكون نسيجه يتمثل بشكل حلقات تشبه حلقات منظومتنا السباعية .     

شكل (2)المنظومة السباعية في السور الفواتح حسب ظاهرة الطواف حول الكعبة ( دراسة عدد الآيات) ـ أنظر الجدول رقم (5) دراسة مجموع عدد الآيات في السور الفواتح