المنظومة السباعية في سورة الفاتحة وفق( حساب الجُمَّل) فضلاً عن المؤشرات السباعية الرائعة والمتعددة في سورة الفاتحة (السبع المثاني والسورة الأساس في القرآن الكريم)، التي ذكرناها في كتابنا (المنظومة السباعية في القرآن الكريم) –الفصل الأول, سورة الفاتحة- فقد وفقنا الله عز وجل لاكتشاف مؤشراً سباعياً آخر يعزز ما توصلنا إليه: أن في هذه السورة المباركة التي هي أم القرآن منظومة سباعية متكاملة ومتناسقة ومتعددة الجوانب كما هو الحال في جميع القرآن الكريم لأن سورة الفاتحة هي خلاصته (أم الكتاب وأم القرآن). والمؤشر الجديد هو حساب قيمة سورة الفاتحة حسب أحرف كلماتها البالغة (139) حرفاً موزعةً على (29) كلمة،وفق حساب الجُمَّل. حيث كانت النتائج متطابقة تماماً مع الرقم (7) ومضاعفاته، وكذلك وفق ظاهرة الطواف حول الكعبة. (لزيادة التفاصيل عن طريقة ظاهرة الطواف حول الكعبة:راجع فصل طرائق العمل في كتابنا -المنظومة السباعية في القرآن الكريم- صفحة 19). حساب الجُمَّل (القيمة العددية للحروف): قبل أن نذكر نتائج حساب الجمّل لأحرف كلمات سورة الفاتحة وعلاقتها بالمنظومة السباعية نحب أن نعطي القاريء الكريم فكرة عن المقصود بهذا النوع من الحساب المعروف عند العرب قبل الإسلام والذي لا زال يستعمل لحد الآن في توثيق تواريخ بعض المناسبات والأحداث من قبل الشعراء وغيرهم ، ولم يرد في الكتاب والسنة شيء ينهى عنه بل ورد استعماله في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (لزيادة التفصيل عن هذا الموضوع راجع كتاب إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم – مقدمات تنتظر النتائج) (1) ، وخلاصة القول أن يُعطى لكل حرف من الحروف الهجائية (وهي (28) حرفاً قد جمعت في قولنا : (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)، قيمة رقمية أو عددية حسب الجدول رقم(1) أدناه:
جدول ( 1 ) :يبين القيم الرقمية والعددية لكل حرف من حروف الهجاء ، المستخدمة في حساب الجُمَّل .
وقد ورد في كتاب المنجد في شرح ذلك أن (حساب الجمل : من باب أجمل الشيء أي جمعه أو ذكره من غير تفصيل ، ويقال أجمل الحساب والكلام ثم فصله وبيّنه. ويقال لهذا النوع من الحساب ؛ حساب الأبجدية وعليه تبنى التواريخ الشعرية . والجُمّل ؛ الحبل الغليظ قيل له ذلك لأنه قوي كثيرة خيوطه جمعت فأجملت جملةً.. من باب أجمل الشيء أي جمعه أو ذكره من غير تفصيل )(1). حساب الجُمَّل في سورة الفاتحة: إن القيمة الرقمية أو العددية لكلمات سورة الفاتحة (ذات السبع آيات) البالغة (29) كلمة موزعة على (139) حرفاً –حسب الرسم القرآني للمصحف الشريف- وفق حساب الجُمّل المذكور أعلاه تجدها مفصلة في الجدول رقم (2) أدناه: جدول رقم ( 2 ) يبين القيمة العددية لكلمات الفاتحة وفق حساب الجُمّل .
وهذا العدد ( 10143 ) هو من مضاعفات الرقم (7) ويقبل القسمة عليه مرتين إذ إنَّ: 7 × 7 × 207 = 10143 فتأمل !!! مع ملاحظة أن الرقم (207) يتكون من العددين (2، 7) وكأن في ذلك إشارة إلى أنه ناتج قسمة الرقم (10143) على (7) مرتين،وربما يكون تفسيراً رقمياً في وصف الفاتحة بالسبع المثاني والله أعلم !
حساب الجُمَّل لأحرف كلمات (الفاتحة) وظاهرة الطواف حول الكعبة : وإذا ما أسقطنا هذه الأرقام ذات القيمة العددية لكلمات سورة الفاتحة والبالغة (29) رقماً في الحقول الأربعة وفق ظاهرة الطواف حول الكعبة ووزعت حسب الخطة المذكورة في طرائق العمل (طريقة توزيع الأرقام في ظاهرة الطواف حول الكعبة) على أربع مجموعات سباعية لكانت النتائج مذهلة حقاً حيث تتناسق مجموع الأرقام الموزعة في المحور الأفقي (2+4)، مع الأرقام الموزعة في المحورالعموي(1+3)، مع الرقم (7) ومضاعفاته وتقبل القسمة عليه. علماً أن العدد المركزي للكلمة المركزية في سورة الفاتحة (وهي كلمة نعبد) هو(126) لكونها تقع في مركز السورة فتوضع مع موقع الكعبة المشرفة في الوسط (وفق ظاهرة الطواف حول الكعبة) وهذا العدد: (126) وهو من مضاعفات الرقم (7) أصلاً فتأمل!! إذ أنَّ: 126 ÷ 7 = 18 (أنظر الجدول رقم 3 والشكل رقم 1) الشكل رقم (1) والجدول رقم (3) يبينان نتائج إسقاط القيمة العددية لأحرف كلمات سورة الفاتحة وفق (حساب الجٌمَّل) وتوزيعها حسب (ظاهرة الطواف حول الكعبة) الشكل رقم (1)
الجدول رقم (3)
وبذلك يتحقق لنا برهان هذه المنظومة السباعية في سورة الفاتحة (السبع المثاني)، كإعجاز عددي سباعي جديد، يضاف إلى بقية اعجازاتها المتعددة. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، والحمد لله رب العالمين.
أ.د. محمد جميل الحبال، الموصل- العراق
E-mail:Alhabbal45@yahoo.com
(1) تأليف الأستاذ بسام جرار ، المؤسسة الإسلامية للطباعة والنشر، ط2 ـ بيروت (1995). (3) المنجد في اللغة والأعلام ،102 . بيروت (بدون سنة)
|