بسم الله الرحمن الرحيم تقديم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد : مما لا يخفى على كل مسلم أن الله سبحانه وتعالى بقدرته جعل سور وآيات وكلمات المصحف الكريم مرتبة وفق نظام دقيق يدل دلالة واضحة على إعجاز القرآن الكريم وأنه من المفيد إظهار جمال ودقة ترتيب الخالق جل جلاله لسور وآيات القرآن العظيم . ترد في السور أعداد مثل العدد (19) والعدد (7) وغيرهما وقد كانت هنالك بعض الدراسات عن العدد (19) في القران الكريم([1]) وبما أن العدد (7) ومضاعفاته يظهر كذلك وبصورة متكررة وكثيرة في المصحف الكريم وفي كثير من الأمور الشرعية والقوانين الطبيعية في خلق الكون والإنسان لذلك فقد قام المؤلفان بدراسة هذا العدد في القرآن الكريم وتطبيقاته في الكون والإنسان وذلك بإعداد دراسة إحصائية دقيقة لعدد السور وأعداد الآيات في السور الفواتح وسورة الفاتحة والمؤشرات السباعية فيها وتطرقا أيضاً إلى عد الكلمات وحتى عد الحروف في بعضها وأجريا مقارنات عديدة وكونا الكثير من الجداول الإحصائية .
ولقد تبين أن معظم هذه الأعداد هي من مضاعفات العدد (7) ولذلك أطلقا عليها منظومة الأعداد السباعية وهذه ليست من قبيل الصدف فلا يمكن أن تجد منظومة عددية في كتاب أو مقالة عادية ، فالخالق سبحانه وتعالى رتب المصحف الكريم على وفق نظم عددية بارعة الاتساق وإن المنظومة السباعية هذه هي واحدة من هذه النظم العددية التي تستند على العدد (7) كمعيار لها والذي يشكل أحد محاور الضبط والربط بين آيات القرآن الكريم من جهة وكذلك بين سورة الفاتحة([2]) وآيات القرآن الكريم كوحدة متكاملة من جهة أخرى تقوم على قاعدة واحدة . وقد قمنا بتدقيق الأرقام والإحصائيات والجداول فوجدناها صحيحة ولا يمكن أن يحدث ذلك عن طريق الصدفة خاصة بهذا العدد من التكرار والدقة مما يدل على صدق الوحي والموحى إليه وأن هذا القرآن العظيم تربطه قوانين رياضية دقيقة كما تربط هذا الكون (بما فيه الإنسان) قوانين رياضية كونية فالذي أنزل القرآن هو الذي خلق الكون والإنسان فلابد أن يتطابقا ويفسر أحدهما الآخر قال تعالى (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان : 6] . صدق الله العظيم
([1]) كدراسة بسام جرار وصدقي البيك وغيرهما . ([2]) الفاتحة أم القرآن (أي خلاصته) .
|