بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن تفسير للكون والإنسان

 

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد:

فإن لله عز وجل كتابين وكونين: الأول( القرآن الكريم) كتاب الله المسطور والثاني(الكون) كتاب الله المنظور ، فهما متطابقان ومتناسقان لأن مصدرهما واحد، فالذي أنزل القرآن هو الذي خلق الكون والإنسان ، فالقرآن يقود الى الكون و الكون يقود الى القرآن ويفسر أحدهما الآخر، ويشكلان معاً في حالة الجمع بينهما مجموعة واحدة متناسقة ومتعاونة يمكن الاصطلاح عليها باسم (المنظومة القرآنية الكونية) ، تحكمها وتضبطها وتسيرها قوانين وسنن واحدة .. حتى قال احد العلماء ( إن القرآن كون الله المسطور والكون قرآن الله المنظور)!!

 وفي هذا السياق عقد شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى (سنة 728 هـ)كتابا قيما بعنوان ( مطابقة صريح المعقول مع صحيح المنقول ) . وصحيح المنقول هو القرآن وما صح من الحديث النبوي الشريف (العلوم الشرعية) وصريح المعقول هو (العلوم الكونية) .

أن الفرق بين القرآن والكون وعلومهما : أن القرآن الكريم هو السابق والاصل كونه كلام الله الازلي الذي هو صفة من صفاته فهو الحقيقة المطلقة والثابتة اما الكون فهو اللاحق والفرع لانه مخلوق وحادث وكل حادث متغير ، وبمعنى آخر أن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى والكون هو المعجزة الصغرى . وحيث ان  مصدرهما واحد كما ذكرنا فينتج عن ذلك حصول التوازن والتطابق بينهما. فالله عز وجل أنزل وحيه وجعله محكما  قال تعالى:

 } كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِير{ٍ هود/1 .

وهو كذلك خلق الكون والإنسان  بصورة دقيقة ومتوازنة وحكيمة قال تعالى:

} وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا{الفرقان/2.

فجعل الإحكام والإتقان والتوازن والتناسق والحق في كلامه وفي خلقه على حد سواء , فكما أن القرآن حق , فان الله عز وجل خلق الكون والانسان بالحق أيضا !!  لذلك قال الله عز وجل: }قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا{ الفرقان/6.

ولتوضيح  وإثبات مانقول في هذا التناسق والتطابق بين القرآن الكون وان القرآن تفسير للكون والإنسان , سنذكر بعض الأمثلة في هذا الصدد وحسب ما يتسع المجال .والله الموفق .

المثال الأول: (الفرقان) و (بني آدم) و (مراحل خلق الإنسان) في القرآن

كلمة (الفرقان) وردت في القرآن الكريم في سبعة مواضع وهي الآيات الآتية  :

1- سورة البقرة (53)

} وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {

2- سورة البقرة(185)

} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ {

3- سورة آل عمران(4)

} مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ {

4- سورة الأنفال(29)

} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {

5- سورة الأنفال(41)

} وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {

6- سورة الأنبياء(48)

} وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ {

7- سورة الفرقان(1)

} تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا {

والفرقان هو أحد أسماء القرآن الكريم وسمي بالفرقان  لأنه يفرق بين الحق والباطل ،  ( ويوم الفرقان هو اليوم الذي انتصر فيه الحق على الباطل في بدر)  وقد أنزله الله تعالى الى بني آدم جميعا بشيرا ونذيرا . لذلك نجد أن كلمة (بني آدم) قد وردت في القرآن في سبعة مواضع ايضا ! وذلك في الآيات السبع الآتية:

1-    سورة الأعراف(26)

}يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{

2-    سورة الأعراف (27)

} يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ {

3-    سورة الأعراف (31)

}يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{

4-    سورة الأعراف (35)

}يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ{

5-    سورة الأعراف (172)

}وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ{

6-    سورة الإسراء (70)

}وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا{

7-    سورة يس (60)

}أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ{

علما أن مراحل خلق الإنسان (بني آدم ) التي ذكرها القرآن هي سبع مراحل قال تعالى: }  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ$ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ$ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ { [المؤمنون 12ـ14]

وقد أثبت علم الأجنة هذه المراحل وصحتها وتطابقها مع المراحل المذكورة في القرآن. وهذه المراحل هي1-اصل الأنسان (سلالة من طين) 2- النطفة  3- العلقة  4- المضغة    5-العظام 6- الإكساء باللحم 7- النشأة  

وقد أعتبر المؤتمر الخامس للإعجاز العلمي في القرآن والسنة والمنعقد في موسكو (أيلول 1995) هذا التقسيم القرآني لمراحل خلق الجنين وتطوره صحيحاً ودقيقاً وأوصى في مقرراته على اعتماده كتصنيف علمي للتدريــس علماً أن الأستاذ الدكتور  كيث مور Keith Moore)) وهو من اشهر علماء التشريح وعلم الاجنة في العالم ورئيس هذا القسم في جامعة تورنتو بكندا (والذي كان احد الباحثين المشاركين في المؤتمر المذكور ) ، ألف كتاباً يعد من أهم المراجع الطبية في هذا الاختصاص ( مراحل خلق الانسان _ علم الأجنة السريري ) وضمنه ذكر هذه المراحل المذكورة في القرآن وربط في كل فصل من فصول الكتاب والتي تتكلم عن تطور خلق الجنين وبين الحقائق العلمية والآيات والأحاديث المتعلقة بها وشرحها وعلق عليها بالتعاون مع الشيخ الزنداني وزملائه([1]) .

وفي مؤتمر الإعجاز العلمي الأول للقرآن الكريم والسنة المطهرة والذي عقد في القاهرة عام 1986 وقف الاستاذ الدكتور كيث مور (Keith Moore ) في محاضرته قائلاً : (إنني أشهد بإعجاز الله في خلق كل طور من أطوار القرآن الكريم ولست اعتقد أن محمداً r أو أي شخص آخر يستطيع معرفة ما يحدث في تطور الجنين لأن هذه التطورات لم تكتشف إلا في الجزء الأخير من القرن العشرين وأريد أن أؤكد على إن كل شيء قرأته في القرآن الكريم عن نشأة الجنين وتطوره في داخل الرحم ينطبق على كل ما أعرفه كعالم من علماء الأجنة البارزين)([2]).

 وقال الدكتور برسود رئيس قسم التشريح في كلية الطب بجامعة منيتوبا (كندا) في بحثه الموسوم (توافق المعلومات الجنينية مع ماورد في الآيات القرآنية ) ما نصه :              ( وتلتقي ملاحظات العلم الحديث مع ما ذكرته الآيات القرآنية منذ أكثر من 1400 عاما التقاءً تاما وتعد التسميات القرآنية في دقة وصفها دليلا أخر على مصدرها الألهي لخروج لذلك عن طاقة البشر في عهد النبوة . ويزيد الأمر عجبا ودهشة ذلك التتابع في الأسماء المعبرة عن كل طور والأحداث المتزامنة معها في جميع الأيات وكان من الممكن أن يختل هذا الترتيب لو صدر ذلك عن البشر لانعدام العلم الواقعي ووسائله في ذلك العصر . ولايمكن أن يتأتى ذلك كله الا عن علم شامل ومحيط من الله العليم الخبير ! )([3])

 ومن الجدير بالذكر أن عدد الآيات التي تناولت علم الأجنة في القرآن الكريم هي (40) آية موزعة على (28) سورة فإذا علمنا أن الجنين يحتاج إلى مدة زمنية تقدر بأربعين أسبوعاً او نحو(280) يوماً تحتسب من بدء آخر حيضة للمرأة الحامل لكي تتم ولادته ، فإن القرآن يضع ذلك أساسا عدديا مهما في هذا المجال والله اعلم([4]) .

 

المثال الثاني : (السموات والأرضون السبع) في القرآن

ينص القرآن بوجود سبع سموات وكذلك سبع ارضين في قوله تعالى: ) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا( الطلاق/12

يقول صاحب كتاب (التفسير المنير) في تفسير هذه الآية : أي وخلق مثلهن في العدد من الأرض يعني سبع أرضين (يتنزل الأمر بينهن) أي يجري امر الله وقضاؤه بينهن وينفذ حكمه فيهن .أي أن الله هو الذي أبدع السموات السبع والأرضين السبع أي سبعاً مثل السموات السبع يتنزل أمر الله وقضاؤه وكلمته وحكمه ووحيه من السموات السبع إلى الأرضين السبع.([5])

وقد وردت عبارة (سبع سموات) في القرآن في سبع آيات ايضا وكالآتي :-

1- سورة البقرة(29)

}هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{

2- سورة الاسراء(44)

}تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا {

3- سورة المؤمنون(86)

}قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ {

4- سورة فصلت (12)

} َفقَضَاهُنّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {

5- سورة الطلاق (12)

} اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {

6- سورة الملك(3)

} الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ {

7- سورة نوح

} َالَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا { (15)

 

ومن عجائب القرآن العظيم انه قد ورد أمر خلق السموات والارض على شكل مراحل في قوله تعالى :   (في ستة ايام)  في سبع ايات ايضا ! وكالاتي :

1- سورة الاعراف (54)

} ِانَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {

2- سورة يونس(3)

} ِانَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ {

3- سورة هود(7)

} َوهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ {

4- سورة الفرقان(59)

} الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَانُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا {

5- سورة السجدة(4)

} اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {

6- سورة ق(38)

 }وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ {

7- سورة الحديد(4)

 }هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {

 

وقد ذكر الله عزوجل خلق السموات والارضين بصيغ لغوية بلاغية مختلفة في سبعة افعال ايضا ! وهي كالأتي :

1-  خلق

 }الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ { (الانعام / 1)

2-  فطر

}إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ { (فصلت / 12)

3-    بنى

}وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ { (الذاريات / 47)

4-    قضى

}فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ { (فصلت / 12)

5-  رفع

 }الّلَهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ { (الرعد / 2)

6-    سوىّ

}هوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إَِى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ { (البقرة / 29)

7-    ابدع

} بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ { (البقرة/ 117)

ومن عجائب التناسق والتطابق بين القرآن والكون والانسان وتفسيره لهما ان قول الله تعالى : )الحمد لله رب العالمين ( الفاتحة/2 قد وردت في القرآن سبع مرات أيضا وكالآتي:

1-     سورة الفاتحة :آية رقم (2).

2-     سورة الأنعام :آية رقم (45).

3-     سورة يونس :آية رقم (10) .

4-     سورة الصافات : آية رقم (182) .

5-     سورة الزمر :آية رقم(75) .

6-     سورة غافر: آية رقم (65) .

سورة الجاثية: آية رقم (36)

وقد أشار القرآن الكريم إلى تعدد العوالم في آيات كثيرة مصداقاً لقوله تعالى: )الحمد لله رب العالمين ( الفاتحة/2  وفي هذا الصدد يقول الدكتور الغمراوي رحمه الله : (( إن حرفية اللفظ القرآني وحقيقة الجمع القرآني في كلمة (العالمين) يقتضيان أن تكون هناك عوالم أخرى ولو قليلة من بين ملايين العوالم المجرية ، ويتحقق فيها ماهو متحقق في هذا العالم من وجود الحياة على ارض غير أرضنا في عالم كعالمنا ، و (رب العالمين) ليس مجرد عالم الإنس والجن والملائكة أو عالم الحيوان والنبات والجماد كما إعتقد بعض المفسرين ولكن أيضاً هو رب العالم الفلكي الذي يتبادر إلى الذهن من اللفظ ))[6].

وهذا التوافق في العدد يعضد ماجاء أعلاه في وجود السموات والأرضين السبع خاصة أن الآية الأخيرة قوله تعالى: ) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ( الجاثية/36 توحي بذلك والله اعلم , أي أنه رب العوالم الفلكية إضافة إلى كونه رب العوالم الأخرى [7].

 

فاذا عرفنا أن العلم الحديث اثبت جيولوجيا (علم طبقات الأرض) ان للارض سبع طبقات، وان غلافها الجوي يتألف من سبع اغلفة تحيط بها . فلا بد أن يكون هناك سبع سموات وسبع ارضين ! والزمان كفيل وفق التقدم العلمي فيه ان يكتشف العلماء ماقدر الله معرفته وصولا الى معرفة حقائق السموات والارضين السبع والله اعلم .

ولما كانت المسافات الشاسعة بين الكواكب والنجوم والمجرات بالنسبة للأرض (السموات والأرض) تقاس بالسنة الضوئية (وهي المسافة التي يقطعها الضوء في مدة سنة كاملة) فقد وردت كلمة (سنة) في القرآن الكريم  في سبع آيات كريمات ايضا(ربما لهذا السبب اولغيره والله اعلم) كما في الجدول الاتي :

 

 

 

 

 

 

تكرار كلمة (سنة) في القرآن الكريم

ت

الآية

السورة

رقم الآية

1.

يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سنة

البقرة

96

2.

قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سنة

المائدة

26

3.

وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سنة مِمَّا تَعُدُّونَ

الحج

47

4.

فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سنة

العنكبوت

14

5.

فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سنة

السجدة

5

6.

حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سنة

الأحقاف

15

7.

كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سنة

المعارج

4

المعجزة القرآنية في حساب السرعة الضوئية

وقد استطاع العالم الفيزيائي ألاستاذ الدكتور منصور محمد حسب النبي رحمه الله  التوصل الى معادلة رياضية من نظام الأرض والقمر تؤدي ال حساب الحد الأقصى للسرعة الكونية (سرعة الضوء) وذلك من التفسير العلمي للآيتين الكريمتين في قوله تعالى: } في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سنة  { السجدة/ 5  وقوله تعالى:  } وانَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سنة مِمَّا تَعُدُّونَ { الحج /47.

 حيث وجد أن القيمة تساوي  (299792.5 ) كم /ثانية  وهذه النتيجة تتفق تماما مع نتيجة سرعة الضوء المعلنة دوليا طبقا لبيان المؤتمر الدولي للمعايير في باريس وهو : (299792.458 ) كم/ثانية . وبذلك يتأكد السبق العلمي في القرآن في تحقيق صحة أهم قانون عرفته البشرية في القرن العشرين وبيان مطابقة العلوم الكونية لما ذكرته الآيات القرآنية([8]) .

 

ومن الجدير بالذكر أن كلمة (يوم) تكررت في القرآن الكريم في (365) موضعا بعدد ايام السنة الشمسية وتكررت كلمة (شهر) فيه في (12) موضعا وذلك بعدد اشهر السنة الشمسية أو القمريه . فتأمل !!([9])

 

 

 

وخلاصة القول : يتبين لنا مما ذكرناه اعلاه مايلي :

 

1ـ العلاقة الوطيدة والتناسق المحكم بين كتاب الله المسطور (القرآن) وكتاب الله المنظور (الكون) .

2ـ أن الوحي (القرآن)هو الأصل والحقيقة المطلقة , وأن الكون والطبيعة بما فيها الأنسان هما الفرع وتابعين له . قال تعالى :

 }أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ {الملك/14

3ـ ان القرآن الكريم ليس منهاجا للانسان فحسب , بل هو كتاب هداية وتفسير للكون والحياة ايضا !! قال تعالى :

}قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا{ الفرقان/6 .

صدق الله العظيم

الدكتور محمد جميل الحبال

طبيب استشاري وباحث في الاعجاز الطبي والعلمي في القرآن والسنة


 

([1]) كتاب مراحل خلق الإنسان (علم الأجنة السريري) – الطبعة الثالثة (1983).

Human Development – 3d Edition  W.B. Sanders Co & Dar Al-Qiblah (1983).

([2])  عدنان الشريف ـ علم الطب القرآني ـ (ص16) دار العلم للملاين ـ بيروت ـ 1979.

([3]) ت . ف .ن برسود وزملائه–علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة– البحث التاسع – ص190 . – هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – مطبعة رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة (بدون سنة)

([4])  شريف عبد الكريم ـ خواطر وتأملات من الأدب والعلم والقرآن ، ص45 ـ مطابع الأخبار ـ القاهرة ـ1988 .

4) - وهبة الزحيلي/التفسير المنير 28/ 297 الطبعة الأولى / دار الفكر/ دمشق 1999م.

[6] - محمد أحمد الغمراوي /الإسلام في عصر العالم /ص223-229/ مطبعة السعادة /القاهرة/1973م.

[7] - د.محمد جميل الحبال ومقداد الجواري /العلوم في القرآن /ص58 /دار النفائس /بيروت /1998 م.

(1) لزيادة التفصيل انظر كتاب (الكون والإعجاز العلمي في القرآن) ، فصل ( المعجزة القرآنية في حساب السرعة الضوئية) منصور محمد حسب النبي/ ص353 -377 / دار الفكر العربي / القاهرة (1991) .

(1)  لزيادة التفصيل عن هذا الموضوع يراجع كتابنا (مطابقة الحقائق العلمية للآيات القرآنية – العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الإسلامي)- ص 38 مع الملاحق ص111-129 . مطبعة الموصل( 2000)